حينما يقرر الإخوان أن يفشلوا

لم يعرف الإخوان منذ نشأة جماعتهم سوى الهزائم المتلاحقة، وكأنهم قد قرروا السقوط منذ أن بدأ لهم كيان، جله دوماً خارج الوطن وضده، فحينما بدأت جماعتهم المتاجرة بالدين، وهم يظنون أنهم بذلك قد نجحوا في تحطيم دولة بحجم مصر، فاتضح لهم منذ أول خطوة سقوطهم في مواجهة حكومة مصر الثورة على عهد عبدالناصر، ثم توالى السقوط إلى الهاوية حينما اتخذوا الدين تجارة، يظنون أنهم ببذله ينجحون في إسقاط من قرروا أن يكونوا لهم أعداء، فإذا هؤلاء الذين يظنونهم العدو هم المنتصرون، والإخوان هم المهزومون، ذلك أنهم تاجروا بما تجنب من اعتبروه عدواً، فنجحت الحكومات المصرية المتعاقبة في إزاحتهم ومنعهم من الوصول إلى الحكم، فكان ذلك قراراً حكيماً، فالفاشلون لا يستطيعون الحكم، وباعة الدين لا ينصرون، وهزائمهم تتوالى منذ العهد الملكي في مصر وحتى اليوم، ذلك أنهم لا يعرفون طريقاً إلى الحق أبداً، وهم أبعد الناس عنه، فهم إنما قرروا أن يبيعوه بدنيا لهم ملوثة بأحط أخطاء البشر قدراً، فهم يريدون شراء الدنيا بالدين، فيسقطون المرة تلو الأخرى ولا يرتدعون أبداً، بل يظلون في مسلك دائم كله أخطاء متوالية، هم أناس فارقوا الصواب في الوقت الذي باعوا فيه دينهم بدنياهم، وظلوا الزمان تلو الزمان يكذبون ويمهدون لأكاذيبهم بألوان من أكاذيب أخرى، ولعل ذلك ما زعموه قريباً أن مصر انتفضت ضد حكومتها ورئيسها، فلم ينتصف النهار حتى تبين للناس كذب ما زعموا، فهم قوم كما قال عنهم أحدهم بعد أن انشق عنهم: أنهم يكذبون كما يتنفسون، واستخدموا وسائل التواصل بفبركة أحداث لم تقع أصلاً، فلم ينتصف النهار حتى اعترفوا بما صنعوا من الخزي والعار بأكاذيبهم وفبركتهم المستمرة، والتي لم تعد تخفى على أحد، وأصبحت عنواناً لهم في كل اتجاه وتفرقوا بدداً في البلدان، ولم يعد لهم وطن، هم شذاذ آفاق، لا قَدْر لهم، ولم يبق من العرب والمسلمين لهم صديق أبداً، وتاهوا في بلدان الغرب يعملون في خدمة ساسته وضد أوطانهم، وإن ظنوا أنهم ينتسبون إليها، وهم قد فارقوها يوم أن ضلوا واتبعوا منهج الخوارج على يد من اخترع لهم دليل إيمان جديد أسماه الحاكمية، وما هو سوى مذهب قديم للخوارج، فشل في الماضي، ولن ينجح حتى تقوم الساعة.

About عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

Check Also

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

العالم الأول الذي افترى على الأمم!!

عشنا زمناً ونحن نتحدث عن السياسة والمتقدمين في ممارستها، حتى نعتنا دولاً بأنها العالم الأول، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: