ما إن ظهر موقف أمير قطر من بلادنا وقيادتها، حتَّى عاد الإخوان إلى الظهور مرَّة أخرى على وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ من داخل البلاد، ومن خارجها يلبسون أرديةً زائفةً مرَّة باسم التَّسامح، وأخرى باسم الإخاء الخليجي، أو حتَّى الإسلامي، يلمزون كل من وقف من مواطنينا مع وطنه، أو من إخواننا في الخليج دفاعًا عنا، حتَّى أن أحدهم لا يمل من حديث عن إسلام لا يكون إسلامًا إلاَّ إن كان مؤيدًا لقطر والإخوان، أخذ يرى في أنَّ الرد على هجوم أمير قطر علينا مجرد موقف عارض، لا يجب أن نحمله العداء لنا، وكأنَّ قطر قد حسنت مواقفها منا، ومن دولة الإمارات، ومن دولة البحرين، بل ومن دولة الكويت، يطوي سجلاً حافلاً من الإساءات لكل دول الخليج مجتمعة، ومن كثير من دول العرب، التي امتدت يد العبث من حكومة قطر إليها، بل ينسى ما تداولته وسائل الإعلام من عداء سافر لهذا الوطن وأهله وقياداته، وعلى لسان رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق، وها هي الدوامة تستمر، وتبدأ قناة الجزيرة القطريَّة تستعد للهجوم المستمر الذي كله زيف كالعادة على بلادنا، ورموزها، ثم يأتي من داخلنا من يعاونها على نشر كثير من الزيف حول بلادنا وقيادتها، حتَّى كأنَّ وسائل التَّواصل الاجتماعي انقلبت قطريَّة إخوانيَّة، تناهض دولتنا العداء، بل وكل دول الخليج من حولنا.
ويرحل الأمير القطري شرقًا إلى إيران، وكأنَّه قد انقطع عن موالاتها يومًا واحدًا، فمنذ قيام الثورة الإيرانية والأمير الأب، ثم الأمير الابن ورجالهم في ذهاب وإياب نحو دولة إيران باستمرار، فالصلة بين الدولتين قائمة، لا يجمعهما سوى العداء لبلاد الحرمين وأهلها، والإخوان عرّاب هذه العلاقة الآثمة دومًا، ثم يأتي من داخلنا ممَّن ينطق بألسنتنا، ويلبس أرديتنا ليرفع صوته ضدنا، ومؤيدًا لأعدائنا، وفي الأزمات ينكشف دومًا لنا الأعداء، حتَّى وإن لبسوا مسوح التدين الكاذب، أو العروبة الزائفة، رحل إلينا الإخوان عندما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وشكوا أنَّهم قد ظلموا فاستقبلناهم في ديارنا، ومنحناهم العناية والرعاية، وجدوا الأمن في أرضنا، ووجدوا العمل حتى نالوا مناصب ما كانوا يحلمون بها، ومنح بعضهم الجنسيَّة، فما أن أمنوا حتى ارتدُّوا إلينا مفسدين، فكادوا يدمرون تعليمنا، وأنشأوا الخلايا من أبنائنا، وبثوا الدعاية السوداء بينهم عن وطنهم ودولتهم، وصنعوا منهم قنابل موقوتة يهددوننا بها، وما تغلبنا على ذلك إلاَّ بشق الأنفس، ولا تزال بقاياهم تعمل ضدنا، والإخوان لم يجدوا من يعينهم سوى حكومة إيران، التي ناصبتنا العداء، ولا يزالون يرحلون إليها بين الحين والآخر، تخطط لهم لما يجب أن يقوموا به في أوطانهم العربية، تمدهم بالمال والسلاح هي وأمير قطر، الذي يتخذ منهم جنودًا للتخريب في أوطاننا العربيَّة، وإن لم تجتمع كلمتنا في الخليج، ثم في الوطن العربي، ثم في الوطن الإسلامي ضد هذا العبث والتخريب الذي يمارسه الأشرار بين شعوبنا، فلن نستطيع أن نوقف هذا البلاء الذي أظهر الفساد في برنا والبحر، وإن الالتفات إلى هذا الفساد وإيقافه عند حده، ومنعه أن يصل إلينا بحزم وعزم، هو ما سيبقي بلادنا عزيزةً بعيدةً عن حركات الشر الذي ينتشر في عالمنا اليوم، ويضرب في كثير من أوطان العرب والمسلمين، ولن نكون في درء عنه إلاَّ بعملنا الجاد لمنع الأذى أن يصل إلينا من العدو الظاهر البيِّن، وممن يظهر لنا أنه الأخ الصديق، وهو أشد الأعداء عدوانًا علينا يؤلِّب ضدنا ويعمل لاختراق مجتمعنا، وبذل كل جهد يمكنه أن يفرِّق بيننا، فلنجمع الكلمة ضد عدونا وإن ادعى صداقتنا، هذا ما نرجوه، والله ولي التوفيق.