دوما في مثل هذه المناسبة «انتهاء عام، وبداية عام جديد»، أشعر بتفاؤل أن الله الذي خلقنا سيحفظنا من كل سوء، فنحن سادتي عباده وأمة سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-، التي يتضرعون إليه –عز وجل- ليل نهار أن يرد عنها كيد أعدائها، ويرحمها الرحمة العامة الشاملة، وأن يجمع كلمتها على الحق في جميع أقطارها، فهي بذلك تقوى بإذن ربها على مواجهة التحديات التي تحيط بها من كل جانب، وتهدد الحياة فيها، خاصة بعد انتشار هذا الإرهاب الأسود، الذي يضرب في كل مكان، ولا نزال حتى يومنا هذا لا ندرك مَن وراء هذا كله، وبهذا الحجم الكبير والعنيف معا، وكأنَّ بدول العالم تُهادنه ولا تريد القضاء عليه، مع أن القضاء عليه سهل ممكن إذا تتبعنا مصادر تمويله والتخطيط له، والمنظرون المستمرون في التحريض عليه، وألا تأخذنا بهم جميعا رأفة، فلن تستقر دولنا وهناك مَن يدفع إليها هؤلاء الذين تبرَّأوا من الدين والإنسانية، وعدائهم للمؤمنين من أهل الإسلام هو الأظهر وهو الملاحظ، فليس هناك متضرر مِن الإرهاب مثلهم عبر هذا العالم، ومع هذا، ففي هذا العالم مَن يرغب في أن يلصق الإرهاب بنا وبديننا عنوة واقتدارا، لأنه يملك وسائل إعلام قوية تحاول أن تنشر عنا صور تنمطها عنا، لنبقى عبر الزمان مسؤولون عن كل خلل يطرأ في هذا العالم، رغم أن أقبح صور الإرهاب حملتها أفلام رعب نُشرت عبر العالم، وتدرب من خلالها هؤلاء، الذين في حقيقتهم أعداء لنا ولديننا، وواجبنا السعي بحزم للقضاء على حركتهم المشؤومة وبأقصى سرعة ممكنة، فإننا أمة بإذن الله لا تموت، وإذا تعثرت زمنا فإنها ولا شك تعاود النهوض بأكثر مما كانت ناهضة يوم حملت رسالة ربها إلى هذا العالم، وآمن بها الكثيرون في شتى أقطار الأرض، ولا يزالون يؤمنون، وكلنا اليوم مسؤولون عن نفي كل إساءة إلينا وإلى ديننا عبر هذا الإرهاب، الذي كأنه لم يُصنع إلا من أجل تشويه صورتنا، ويجد منظرون منا ومن غيرنا لبث الصور المرعبة وإلصاقها بنا، ونحن أمة بنت حضارة سامية لا يمكن أن تلصق بها هذه الصور الشوهاء التي يقومون بها إرهابيون لا علاقة لهم بالدين، لأنهم أجهل الناس به، فالمحافظة على الصورة النقية لديننا وأمتنا مهمتنا الأساسية، فهل نفعل؟! هو ما أرجو، والله ولي التوفيق.