هذه المرض الخطير، الذي عانينا منه منذ زمن ليس باليسير، اصبح اليوم يهدد الكثيرين منا لا يدري أيصيبه في مستشفى اضطرته حالته المرضية لمراجعته، ام سعى اليه المرض الى عقر داره عن طريق احد افراد اسرته الذي اصيب به وحمل فيروسه دون ان يعلم فقدم به وفي اسرته مريض بمرض عضال كامراض القلب واصابته بالعدوى قد تجهز عليه.
وقد كنا من قبل نتحدث عن مستشفى في كل مدينة لعزل المرضى الذين اصابهم الفيروس او حملوه، فتخصيص مستشفى للعزل يعيننا على حصر المرض في موضع واحد نعالجه ونبحث فيه ونسجل تجاربنا عنه لنستفيد من ذلك في مكافحته، ولنفيد الانسانية كلها.
هذا المستشفى الذي نعزل فيه مرضانا سيحمي بقية مستشفياتنا من ان تتحول الى موطن له ينتشر من خلالها لمن لم يصب به بعد.
واطباؤنا المواطنون منهم والوافدون هم عدتنا للتغلب على هذا الوباء ومنهم الممرضون والفنيون في مستشفياتنا عامة، وتخصصية حكومية وخاصة ومعها المستوصفات ومراكز الرعاية الصحية.
والمتقاعسون منهم، او من يفرون من ساحة مواجهة هذا الداء في المستشفيات او يمتنعون عن علاج المرضى المصابين، هؤلاء يتخلون عن مهنتهم الانسانية التي اقسموا على أدائها باخلاص، ان لم نقل قد خانوا هذا الوطن الذي اعدهم لمثل هذا، وهاهم يتخلون عنه حينما احتاج اليهم.
واما اولئك الذين ارادوا انهاء عقودهم في هذا الوقت بالذات هرباً من المرض، فلا يجب ان نمنعهم من هذا، بل ونحقق لهم رغباتهم، ولكن بعد ان نعلمهم اننا لن نتعاقد معهم مستقبلاً في اي مركز او مستوصف او مستشفى حكومي او خاص.
واخوتنا من الاطباء السعوديين الذين طلبوا للعمل في طوارئ المستشفيات ولو جزئيا، فأخذوا يشترطون الاجر الاعلى، عليهم ان يدركوا ان اموال هذا الوطن هي التي جعلتهم اطباء وان ما يعرض عليهم اجراً للعمل في الطوارئ هو اجر مجز، لو كان في غير هذا الظرف لتزاحموا عليه.
وكل العاملين في المجال الطبي والرعاية الصحية لمواطنيهم ان يدركوا اليوم ان الوطن في حالة حرب مع هذا الوباء، وهم جيشنا الذي نحاربه به، ونحن على ثقة فيهم ان سيبذلوا كل جهد يمكنهم حتى ندحر هذا العدو الغاشم، ولا اظن ان الدولة إلا وستوفر لهم كل ما يحتاجون لهذه الحرب الشرسة حتى يكتب لهم فيها النصر على عدوهم وعدونا وما اظنهم الا محققي النصر باذن الله في اقصر ما يمكنهم، ونحن من ورائهم ندعو لهم ونحمد لهم فعلهم.