أن تعلم الولايات المتحدة الأمريكية أن الفاعل في حوادث كُثر تتابعها هذه الأيام، فيما يُشبه الحرب المعلنة على أصدقائها في منطقتنا، إنما هي إيران ولاشك، وأن الحوثي لا يمتلك من السلاح والأدوات الحربية لفعلها، ثم تُطالب أصدقاءها الكشف عنها، وكأن في حدوثها من إيران لبساً، أمرٌ يرسم أكثر من علامة استفهام!، فنحن وهي نعلم أن الفاعل فيما جرى مؤخراً وتعرضت له أرامكو من هجوم هي إيران حتماً لا غيرها، وقد استحقت من أجل ذلك عقوبة ناجزة. والمملكة يعلم الجميع أنها قادرة على الرد على إيران إذا تعرضت لخطوطها لإمداد العالم به، حماية لبترولها أن يصل إلى مستخدميه سالماً، ولها من القوة ما تصد به إيران عن عبثها هذا، ولكنها تتمنى من العالم أجمع أن يقف معها ضد مَن يعبث بخطوط إمداده لهم عبر البحار، ولا تنتظر منهم أبداً الوقوف موقف المتفرج على ذلك، ولها بحمد الله من القوة ما تستطيع أن تصد به الهجوم على مخازن بترولها المعد لإمداد العالم به، ولما ترسله إليه من هذا البترول، وحتماً هي لا تنتظر من أحد في العالم أن يقوم بما هو واجب عليها، ولكن فيما يظهر حتى الآن أن العالم لا يُريد أن يُعاونها في ذلك، بل يكثر فقط الكلام، مما يثير لدى الأعداء شهوة الكلام حول ذلك باستمرار. إنها مهزلة ولاشك لم تنته منذ بدء الأزمة وحتى اليوم، وها نحن ننتظر ما يفعل الأصدقاء، والأمور تتصاعد يوماً بعد يوم، ولابد من فعل حازم يردع الأعداء ويبدد الأوهام من حولنا، حتى لا يبقى منها شيء يتجدد، فإن الأوهام تصد الأصدقاء عن الفعل ولاشك، وهي خطر علينا وعليه يجب القضاء عليها بسرعة حتى لا يبقى في الأجواء منها شيء يُذكر، وتعود الحركة الفاعلة لمنطقتنا كما كانت وباستمرار، وهو ما ننتظره بجدية تامة، فهو وحده الذي يقشع الأوهام باستمرار.