تشكو دولنا الخليجية كلها من البطالة، خاصة بين الجامعيين، بل والمتخرجين من المعاهد الفنية، مع أنّ العاملين فيها من الوافدين من دول عربية واجنبية اخرى تبلغ اعدادهم الملايين، حتى إنهم في بعض دولنا يفوقون عدد السكان الأصليين، وفي بلادنا اعداد العاملمين الوافدين رقم يبلغ مابين خمسة ملايين وسبعة ملايين، فالارقام الاحصائية عندنا دائما تتعدد بتعدد الجهات التي تصدر عنها، وفي الحقيقة أنه لايجري احصاء دقيق اصلاً، فعدد المتعطلين من الرجال لم يتحرك لا بزياده ولا نقص بالنسبة للرجال فهم كما يعلن ثلاثة مائة ألف عاطل، رغم ان من يأخذون إعانة بطالة في البلاد المسجلين في مشروع حافز يبلغ أقل من ملونين فرد، وقد اخبرتنا وزارة العمل مؤخراً أن الرقم الصحيح للبطالة هو مليونا عاطل، جلهم من النساء ومن الرجال الثلاث مائة الف المعلن سابقا، منذ تشكيل وزارة العمل وحتى اليوم، وليس في المنظور القريب حل لهذه المشكلة، خاصة في جانب النساء فعملهن يصدم دائما باعتراضات متعددة من فئات من المجتمع، وهي لا تملك سلطة مباشرة ولكن تأثيرها على مجريات الأمور في البلاد ظاهرة، ولا أحد يدري متى يمكننا القضاء على البطالة، خاصة ان المتخصصين في التعليم ظلوا يطالبون بربطه باحتياجات المجتمع من العمالة الوطنية، ولكن ظل الخطأ يتراكم فأسرفنا في تخريج شبابنا في الاقسام النظرية في الجامعات ، بل وفي الاقسام العليا منها لمنح درجتي الماجستير والدكتوراه حتى وجدنا من قسم الدعوة في الكليات الدينية اعداداً متراكمة تبلغ الآلاف ولا عمل لها، مما اوجد مشكلة كبيرة، حيث اشتغل هؤلاء بإطلاق الفتاوى من كل نوع ووجدنا من بينهم من تطوع بالحسبة فهاجم انشطة مأذوناً بها من الدولة، ولم نعد النظر في برامجنا التعليمية بحيث نجد من أبناء الوطن من هو مؤهل لكل الاعمال المطلوبة في المجتمع، على المستويين الفني الحرفي والنظري، فنجد في كل مجال من مجالات العمل في الوطن من يقوم به من أهله، فهذه أمنية غالية لأبناء الوطن يرجون أن تتحقق، فهل نطمح لذلك هو ما أرجوه.. والله ولي التوفيق.
الوسومالأخطاء البطالة المتراكمة معضلة
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …