موقع الشيخ عبدالله فراج الشريف تربوي سابق وكاتب متخصص
مقالات مشابهة
منذ ظهر هذا الوباء في العالم ونحن بحمد الله نواجهه بخطط صحية سليمة، جنَّدنا لها أفضل أطبائنا وممرضين وفنيين وخطط يقوم بها جهاز الدولة كله لدرء الخطر عن البلاد والعباد، وأظننا بفضل الله قد واجهنا الوباء بما درأ جلَّ آثاره عنا، وإن كنا قد دفعنا ثمناً آلمنا، خاصة بمن فقدناهم من مواطنينا ممن واريناهم الثرى وحزنَّا لفراقهم، ودعونا أن يغفر الله لهم وأن يكون مكافأة ما أصابهم من عناءٍ هو الجنة، ولا نزال نواجه هذا الوباء ونحن ندعو الله أن يرحل عن عالمنا بأسرع وقت وأن تعود الحياة طبيعية كما كانت، فقد تضررت كثير من البلدان خاصة في عالمينا العربي والإسلامي، وكنا نسأل الله أن تكون تجربة عالمنا بمواجهة هذا الوباء الفتاك، قد لقَّنت عالمنا كله درساً يشفيه من أمراض ليست من جنس وجع الأبدان وقد أضرَّت به، وسرت بين أهله من الخلافات التي أدت إلى صراعات من كل لون، آثارها على سكانه سيئة جداً، ولكن عالمنا تعوَّدها ولم يصغِ للعقلاء فيه وهم ينبِّهون من عظيم خطرها، ولعل ما يجري اليوم من عجز كثير من الدول عن مواجهة هذا الوباء كما يجب، من أسباب هذا، فقد كشف الوباء أن كثيراً من دول هذا العالم لم يكن لديها الاستعدادات الكافية لمواجهته، لأنها لا تملك من أدوات الكشف والعلاج في مستشفياتها ما تواجه به هذا الوباء الطارئ، وقصة أجهزة التنفس المفقودة رأيناها حتى في كثير من دول ما أسموه العالم الأول، بل إن الموجود منها لا يواجه الحاجة، وكشف الوباء عن كثير من هذه الدول وما تعانيه إدارات الصحة فيها من كثير من النواقص، وأدى ذلك الى ارتفاع نسبة الوفيات فيها، وكانت التجربة هادية لكثير من الدول الى ما ينقصها من الأجهزة الطبية والمستشفيات المستعدة لاستقبال المصابين بالكورونا خاصة في أقسام العناية الفائقة، والأقسام المعدَّة للحجر في حالة مرض مثل هذا المرض يطلبها وتلزم لمواجهته، وكلنا رجاء لعالمنا اليوم أن يستفيد من هذا الحدث الأسوأ، وأن يواجه نفسه بما يجعله أكثر قدرة على مواجهة الأحداث.
