موقع الشيخ عبدالله فراج الشريف تربوي سابق وكاتب متخصص
مقالات مشابهة
منذ أن تقاعدت في عام 1420هـ لم أزر مؤسسة التقاعد, لأني لم أكن احتاج إليها, فالمرتب التقاعدي يصرف عن طريق البنك العربي, والمتقاعدون في بلادنا تنقطع صلتهم بوزارتهم منذ اللحظة التي يتقاعدون فيها مهما كانت كفاءاتهم وخبراتهم فلا أحد يستدعيهم ولا أحد يتذكرهم أبداً, وهم وقد تقدم بهم السن, وعانى بعضهم من الأمراض أنواعاً, لم تعد لهم الرغبة في أن يتوجهوا بطلب لا لوزارتهم ولا للمؤسسة العامة للتقاعد, ذلك أنها لا تقدم لهم أي لون من الخدمة, قديماً ولا حديثاً, حتى إنها لا تكلف نفسها إصدار بطاقات تؤكد انتسابهم لها, وفي يوم الاثنين 19-6-1434هـ طُلبَ مني تعريفاً لتقدمي للحصول على تأشيرة لعاملة منزلية, وكالعادة ذهبت للبنك, حيث تعودت كلما طلب مني إخباراً عن مرتبي أن أحصل منه على ورقة مختومة تثبت ذلك, ولكنه اعتذر وقال لي الموظف إنهم قد منعوا من إصدار مثل هذه الورقة, وعلي أن اراجع مصلحة التقاعد فهي المعنية بهذا الأمر, وبدأت أسأل عن مكتب المؤسسة في جدة حتى هديت إليه في شارع فلسطين أمام فندق ماريوت, حيث احتل جزءاً في الدور الأرضي لعمارة سكنية للشقق المفروشة, قسم للنساء وآخر للرجال, لا يزيد كل منهما على مساحة معرض صغير, فيه عدد محدود من الموظفين, وعجبت لهذا الوضع, فهذه المؤسسة المسؤولة عن عدد كبير من موظفي الدولة الذين أمضوا في خدمة الوطن عقوداً من حياتهم, ولما آن لهم أن يقدم لهم الخدمات جزاء ما قدموا لوطنهم يجدون مثل هذا الوضع في انتظارهم, حتى إن الموظفين في هذا الفرع فيما يظهر يترفعون عن التعامل مع المتقاعدين, فكلفوا حارس الفرع أن يسألهم عن حاجتهم فيأخذ منهم بطاقات الهوية يقدمها لموظف ليعود أليهم بما طلبوا, وقد رأيت سيدة مسنة جاءت لحاجة إليها ولما كانت العمارة مرتفعة عن أرض الشارع, احتاجت لمن يحملون الكرسي التي تقتعده لعدم قدرتها على المشي ليرفعوه فوق الرصيف العالي لتصل لمبتغاها.
يستحق المتقاعدون مقراً لمؤسستهم أفضل من هذا المقر ومعاملة أرقى هو ما أرجو والله ولي التوفيق.
