في العديد من صحفنا، نُعيد تكرار طرح قضايا حتَّى يوم الناس هذا، لا يظنُّ أحدٌ أنَّ الكتابةَ فيها أدَّت إلى حلٍّ، أو تغييرٍ، منها بعضُ الهجوم على أنواع من علوم الدِّين كالفقه، وعلم الحديث، خاصَّةً «الإسناد، أو التَّصحيح والتضعيف»، ثمَّ الإساءة أحيانًا إلى علماء للأمة بارزين في شتَّى العلوم الإسلاميَّة، وهو -دائمًا- يأتي ممَّن لم يتخصَّص في هذه العلوم، وإذا قرأت ما يُكتب، علمت عظيمَ جهلِهِ بما يناقشه، وإنَّما هو يعتمدُ على آراء تشيع منذ زمن طويل، لأشخاصٍ عداؤهم لهذه العلوم ظاهر، وغالبهم ليسوا من أهل هذه البلاد، وممَّن ينتسبون لمذاهب في بعض أهلها عداء لأهل السُّنَّة والجماعة، وآخرون لا يعتقدون هذا الدِّين، ويهمُّهم الإساءة إليه، وقد تطاول -وللأسف- البعضُ في هذا المجال، فتجاوز هجومه إلى الدِّين ذاته، ورغم التنبيه المستمر لهؤلاء، إلاَّ أنَّ الإصرار على الأخطاء ديدنهم، والكتابة في هذه الموضوعات -حتمًا- لن تُغيِّر أبدًا، ممَّن يعترضُ على حجاب المرأة، أو حتَّى نقابها، لا يتصوَّر أنَّه يستطيع ممَّا يكتب منع فريضة في الإسلام ثابتة، أو فعل مباح، والذي يكتب عن أحاديث سبق أن كتب عنها مستشرقون معروفون بالتَّهجم على الإسلام، أو شُذَّاذ فِكرٍ من أهل مذاهب يهمُّهم الإساءة إلى مصادر السُّنَّة عبر الزمان، ولا هؤلاء، ولا أولئك أفلحوا في مسعاهم؛ لسببٍ بسيطٍ جدًّا، أنَّ كلَّ ما قالوه غير صحيح، ولا يغيِّر من الأمر شيئًا، ومثل موضوع السينما، والتي اليوم في العالم يقل الإقبال على دورها؛ لتُوفِّر المنتج السينمائي للعرض في النوادي والبيوت، والكتابة عنه لون من التسلية فاقدة الأثر، كحديث صحافتنا عن سينما سعوديَّة، وهم يعلمون أن ليس في بلادنا من تخصص في هذا الفن، ولا تتاح له الفرصة أن يعمل بحريَّة، فهو حديث تمنٍّ لا غير، فالتجاوز مرفوض، والهجوم على ثوابت الدِّين والوطن أشدُّ رفضًا، ومَن يهوى انطلاقة حريَّة بلا قيود، ليعلم أنَّ مثل هذا في الوطن لن يتحقَّق أبدًا، كلنا نسعى مع حكومتنا لتطوير الوطن وتحديثه، ولكن لا أظنُّ أحدًا يؤيِّد تجاوزات، العقل والشرع يمنعانها، وإنِّي لأدعو الله مخلصًا أنْ تجتمعَ الكلمةُ على القضايا التي تهمُّ الوطن وأهله، وتيسِّر عليهم حياتهم؛ حتَّى يحقِّقوا آمالهم في حياة راقيةٍ داخل وطنهم، دون أن يتخلُّوا عن ثوابته، وثوابت دينهم، فهذا هو ما يسعى إليه كلُّ مخلصٍ في هذا الوطن.. والله ولي التوفيق.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …